2022-10-31
باجانيني والشحات
(قصة عن التوبة)
منذ نحو قرن مضي، اعتاد شحاذ فقير جدًا أن يقف فوق أحد الكباري بمدينة لندن.. كان وحيدًا، تظهر عليه علامات الحزن والأسي.. يقضي وقته عازفًا على كمان قديم تبدو عليه أيضًا مظاهر الفقر.. كان يعزف محاولًا أن يجذب بموسيقاه انتباه العابرين، آملًا أن يأتوا إليه ويعطوه القليل من المال، لكن أحدًا لم يعبأ به.. وفجأة، توقف بجواره رجل غريب.. اندهش الشحاذ وبدأ يتفرس فيه بنظرات توسل.. يريد أن يأخذ صدقة.. لكن الغريب لم يعطه النقود التي يحلم بها بل صنع معه أمرًا آخرًا غير متوقع.. طلب منه الكمان لكي يعزف عليه.. أخذه بالفعل وبدأ يعزف...
وعلى غير العادة، جذبت الأنغام أول المارة.. فأتي واستمع، ثم ألقي نقودًا في قبعة الشحاذ الموضوعة على الأرض.. ولم يذهب بل بقي يتمتع بالعزف الرائع.. وواصل الغريب عزفه للألحان العذبة، وازداد عدد المتجمهرين، وامتلأت القبعة بالنقود.. تزاحم الناس جدًا ليستمعوا له .. وأتي رجل الشرطة لكنه بدلًا من أن يصرف الواقفين، جذبته أيضًا الموسيقي فوقف معهم يتمتع بهذه الأنغمام الحلوة.. وسري همسُ بينهم.. هو الفنان باجانيني.. هو باجانيني الشهير.
عزيزي.. هذه قصة تشبه قصص الكثيرين.. الذين كانوا لفترة من الزمن مثل هذا الشحاذ.. يتسولون على كوبري الحياة المليئة بالهموم.. مرارًا حاولوا أن يعزفوا على قلوبهم الكئيبة أنغامًا مفرحة بلا جدوي..
هل تعاني من دوام الحزن والقلق؟ هل أنت متعب؟
تعالَ إلى الرب يسوع..
ثق فيه، أترك قلبك له،
وهو بيده الماهرة سيعزف عليه أجمل الألحان وأشجاها..
انفرد به.. قصّ عليه كل شيء..
وسيبدأ معك عمله الحلو العجيب، وسيصنع المعجزات..
ستتحرر من الهموم.. وستمتلئ بالسعادة..
وستنطلق في طريق المجد...
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..