
2025-07-11
دروس من حياة القديس بطرس
(درس عن شخصيات كتابية)

دروس من حياة القديس بطرس
مقدمة:
كان سمعان بطرس، المعروف أيضًا بصفا، أحد تلاميذ المسيح، وكان صريحًا ومندفعًا وأحد أصدقاء المسيح المقربين. كان رسولًا وأحد "أعمدة" الكنيسة. اتسم بالحماس والقوة والاندفاع، وأحيانًا التهور. مر بطرس بلحظات قوة وفشل، ولكن الرب استمر في تشكيله ليصبح كما أراد الرب.
حياة بطرس قبل المسيح:
كان سمعان بطرس في الأصل من بيت صيدا وعاش في كفرناحوم، وكلاهما على شواطئ بحر الجليل. كان متزوجًا وعمل مع يعقوب ويوحنا في صيد الأسماك.
لقائه بالمسيح ودعوته:
تقابل بطرس مع المسيح عن طريق أخيه أندراوس الذي تبع المسيح بعد سماعه يوحنا المعمدان يعلن أن يسوع هو حمل الله. ذهب أندراوس لإحضار أخيه إلى يسوع. عندما قابله المسيح، أعطاه اسمًا جديدًا: صفا (بالآرامية) أو بطرس (باليونانية) ويعني "الصخرة". بعد ذلك، دعا المسيح بطرس ليتبعه، وأجرى معجزة صيد السمك الكثير. ترك بطرس كل شيء وتبع الرب.
بطرس كتلميذ للمسيح:
لمدة ثلاث سنوات، عاش بطرس كتلميذ للرب يسوع. لكونه قائدًا بالفطرة، أصبح بطرس المتحدث باسم التلاميذ الاثني عشر. الأهم من ذلك، كان بطرس هو من اعترف أولاً بأن يسوع "هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ"، وهي الحقيقة التي قال الرب يسوع أنها إعلان إلهي لبطرس. كان بطرس مع يعقوب ويوحنا يشكلون الدائرة المقربة من المسيح. كانوا الثلاثة الوحيدين الموجودين عند إقامة ابنة يايرس وعند تجلي المسيح على الجبل. كما كُلف بطرس ويوحنا بمهمة إعداد وليمة الفصح الأخير.
صفات بطرس المندفعة:
في عدة مناسبات، تصرف بطرس باندفاع يصل إلى التهور:
خرج من السفينة ليمشي على الماء إلى المسيح، ثم نزع عينيه عن يسوع وبدأ يغرق.
أخذ يسوع جانبًا لينتهره بسبب حديثه عن موته.
اقترح إقامة ثلاث مظال تكريمًا لموسى وإيليا والمسيح.
استل سيفه وهاجم عبد رئيس الكهنة.
افتخر بأنه لن يتخلى عن الرب أبدًا، حتى إن فعل الجميع ذلك، ثم أنكر ثلاث مرات أنه يعرف الرب.
تشكيل الرب لبطرس:
عبر كل تقلبات بطرس بين القوة والضعف، ظل الرب يسوع مرشده الأمين وإلهه المحب. أكد المسيح أن سمعان هو بطرس، "الصخرة"، ووعده بأنه سيكون له دور أساسي في تأسيس كنيسة المسيح. بعد قيامته، ذكر المسيح اسم بطرس تحديدًا كشخص يجب أن يسمع الأخبار السارة. وتكرارًا لمعجزة الصيد الوفير، اهتم المسيح بتأكيد غفرانه ورده لبطرس وإعادة تكليفه كرسول.
خدمة بطرس بعد القيامة:
في يوم الخمسين، كان بطرس المتحدث الرئيسي أمام جموع أورشليم، وبدأت الكنيسة بانضمام حوالي 3000 مؤمن جديد.
شفى بطرس رجلًا أعرج ووعظ بجسارة أمام السنهدريم.
لم يستطع السجن أو الجلد أو التهديد أن يثبط عزيمة بطرس للكرازة بالمسيح المقام.
تحقق وعد المسيح بأن يكون لبطرس دور أساسي في بناء الكنيسة على ثلاث مراحل: وعظ بطرس في يوم الخمسين، ثم كان حاضرًا عندما قبل السامريون الروح القدس، وأخيرًا، تم استدعاؤه إلى بيت كرنيليوس، قائد المئة الروماني، الذي آمن وقبل الروح القدس أيضًا. وهكذا "فتح" بطرس ثلاثة عوالم مختلفة، إذ فتح باب الكنيسة لليهود والسامريين والأمم.
نمو بطرس في الإيمان:
اختبر بطرس بعض آلام النضوج، حتى بعد أن صار رسولًا. في البداية، قاوم الذهاب بالإنجيل إلى كرنيليوس الأممي. ولكن عندما شهد قبول الرومان للروح القدس مثلما قبله هو، قال بطرس "الله لا يَقْبَلُ الْوُجُوهَ". بعد ذلك دافع بطرس بقوة عن مكانة الأمم كمؤمنين، وكان مصممًا على أنهم ليسوا بحاجة إلى التمسك بالناموس اليهودي.
موقف آخر يتعلق بالنمو في حياة بطرس هو زيارته إلى أنطاكية، حيث تمتع بالشركة مع المؤمنين من الأمم. ولكن عندما وصل بعض اليهود المتمسكين بالناموس إلى أنطاكية، حاول بطرس إرضاءهم فابتعد عن المؤمنين الأمم. رأى بولس الرسول أن هذا التصرف رياء وواجه بطرس بشأنه.
أواخر حياة بطرس واستشهاده:
في فترة لاحقة من حياته، قضى بطرس وقتًا مع يوحنا مرقس، الذي كتب إنجيل مرقس على أساس ذكريات بطرس مع الرب يسوع. كتب بطرس رسالتين موحى بهما من الله: رسالة بطرس الأولى ورسالة بطرس الثانية، ما بين عامي 60 و 68 م. قال يسوع إن بطرس سوف يموت شهيدًا، وهي النبوءة التي يعتقد أنها تحققت أثناء حكم نيرون. يقول التقليد الكنسي أن بطرس استشهد على صليب مقلوب في روما، ورغم أن هذه القصة يمكن أن تكون حقيقية، إلا أنه لا يوجد سند كتابي أو تاريخي بشأن تفاصيل موت بطرس.
دروس من حياة بطرس:
دع الخوف:
وجد بطرس شجاعة في اتباع المسيح، سواء عند الخروج من السفينة وسط بحر عاصف، أو الدخول إلى بيت أممي لأول مرة. "لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِج..." (يوحنا الأولى 4: 18).
يسوع يغفر عدم الأمانة:
بعد أن افتخر بطرس بولائه للرب، أنكره ثلاث مرات. وقام المسيح برد بطرس بمحبة إلى الخدمة. كان بطرس فاشلًا "سابقًا"، ولكن مع المسيح لا يكون الفشل هو النهاية. "إِنْ كُنَّا غَيْرَ أَمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ" (تيموثاوس الثانية 2: 13).
يسوع يعلّم بصبر:
احتاج بطرس إلى التقويم مرات متكررة، وقد فعل الرب ذلك بصبر وحزم ومحبة. فالمعلم الأعظم يبحث عن تلاميذ مستعدين أن يتعلموا. "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا..." (مزمور 32: 8).
يسوع يرانا كما يريدنا أن نكون:
في أول لقاء لهما، دعا المسيح سمعان "بطرس". كان الصياد المتهور صخرة ثابتة وأمينة في عيني الرب. "...الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكمل..." (فيلبي 1: 6).
يسوع يستخدم أبطالًا غير متوقعين:
كان بطرس صياد سمك من الجليل، ولكن دعاه المسيح ليكون صيادًا للناس. وبسبب استعداد بطرس للتخلي عن كل شيء لكي يتبع المسيح، فقد استخدمه الله بطرق عظيمة. عندما وعظ بطرس تعجب الناس بسبب جسارته لأنه كان شخص "عديم العلم" و"عامي". ولكن بعد ذلك عرفوا أن بطرس "... كَانَ مَعَ يَسُوعَ..." (أعمال الرسل 4: 13). فإن قضاء وقت مع المسيح يسبب كل الفرق في حياة الإنسان.
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..