2022-09-16
تضيئون بينهم كأنوار فى العالم
(قصة عن القداسة)
حكت إحدى الصديقات القصة التالية
كنت اعيش فى الخارج مع أهلى وأدرس أثناء المرحلة الإعدادية فى مدرسة مختلطة ، بنات وأولاد من شتى الجنسيات .. أمريكان ، إنجليز ، هنود ، عرب ومصريين ...
كانوا منفتحين جدا .. لهم صداقات خاصة بين بعضهم البعض (Girlfriends - Boyfriends ) .
يلقون نكات سخيفة لا أضحك عليها ، يُهزرون يمرحون مع البعض بالأيدى..
حاولوا معى كثيراً أن أنضم إليهم فى طريقهم ، وكنت أرفض بأدب وبإبتسامة وأقول : إنى مبسوطة جداً كما أنا..
البعض قال لى أننى غريبة ، وآخرون قالوا لابد أن أهلى مُرعبين جدا لدرجة أننى لا أقدر أن أعيش على طبيعتى فى المدرسة حتى وأنا بعيدة عن أعينهم ... وأشياء كثيرة ..
وفى يوم، دخل مدرس اللغة الإنجليزية وأعطانا درساً يتكلم عن أنظمة الأديرة فى أوروبا فى القرن السادس عشر وبينما هو
يشرح الدرس قال : طبعا أنتم لا تفهمون شيئاً عما تقرأونه..
أنتم لا تُدركون كيف أنه يمكن أن يُحب الله كل هذه الحب فيترك العالم ، ويذهب إلى دير ..
أنتم لا تفهمون لأنكم لم تروا من قبل إنسانا يُحب الله من كل قلبه .
وهنا حدث ما لم أكن أتوقعه أبداً ، فلقد هاج الفصل كله مرة واحدة وهم يُرددون فيما بينهم : فلانة (أى أنا) تحب الله جداً .. فليس لديها Boyfriend ولاتدع أحداً يقول لها أى كلمة لا تليق ، ولا تدع أحداً من الأولاد حتى أن يلمسها ,, إنها تحب الله جداً ...
شعرت بأن الدم ضرب فى عروقى ، وأن وجهى كله يشع حرارة ، وكادت دموعى أن تفر منى ، ولكننى تماسكت ..
وهنا سألنى المدرس : هل هذا صحيح ؟!
أومأت بالإيجاب , فسألنى ثانية : هل أنت مسيحية وتذهبين إلى الكنيسة؟..
فهززت رأسى ثانية , فقال : إن هذا يُفسر كل شىء .
عدت إلى منزلى وأنا أطير فرحة ,, لقد شهدت للمسيح !! وانا
التى كنت أظن أنهم يعتقدون أننى متخلفة !! ,
مرت على هذه الحادثة سنوات عديدة ، ولكننى تعلمت أن اولاد العالم يمكن أن يهزأوا بشخص ، بينما فى داخلهم يحترمونه جدا ويقدرونه . وهم يسلكون هذه المسلك ، لأن هذه الشخص المسيحى يكشف أخطائهم وإعوجاج حياتهم ، فيغطون ضعف الشخصية ونقصها بكلمهم الجارح.
فيا ليتنا لا نخاف من الناس الذين حولنا ، بل نعيش نشهد للمسيح بطهارة سلوكنا ,,
يا جميع العذارى .. أحببن الطهارة
لكى تصرن بنات .. للقديسة مريم
( لُبش ثيؤطوكية الإثنين )
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..