2022-06-25
الحداية مابتحدفش كتاكيت
(مقال عن الحروب الروحية)
الحداية هي أنثى الغراب، وهي طائر نجس يقبل أن يأكل حتى الجيف الميتة. ومن الطبيعي في القرية أن ترى “حداية” انقضت على عشة دجاج لتخطف الكتاكيت الصغار لتأكلهم بعيدًا.. فإذا شاهدت “حداية” طائرة ممسكة بكتكوت فلا تتوقع أنها ستلقي به إليك حبًا فيك، فدأبها هو الخطف لا العطاء. ويقال ذلك المثل لمن يتوقع شيئًا جيدًا من مصادر ردية. كأن تتوقع هدية من بخيل، أو أمانة من لص، أو عطية بلا مقابل ممن غرضه دائمًا الربح. فالحداية لن ترمي كتكوتًا إلا في حالة واحدة: إن أرادت أن تستعمله طُعمًا لاصطياد صيد أكبر. والحداية روحيًا قد تتمثل في مغريات تبدو لك جميلة، أو تفاهات توهمك أنها ستسعدك، أو نجاسات تغريك بأنها ستشبعك؛ فإذ بك لا اكتفيت ولا سعدت ولا شبعت، بل عكس ذلك ما سيكون.
+ ظنت حواء أن الحية “حداية” تعطيها كتاكيت بتلميع الشجرة في عينيها فاصطادتها بالعصيان لوصية الإله المحب، (تكوين3).
+ وظن شمشون أن دليلة “حداية” تعطيه كتاكيت الحب؛ فاصطادته بالنجاسة، احتالت عليه وأذلته، ولأعدائه أسلمته، وفقد عينيه فلم يرَ كتاكيت من بعد ذلك (قضاة16).
+ أما يوسف فاقتنع أن امرأة فوطيفار“حداية” لا تعطي كتاكيت بل ثعابين؛ فلاذ بفرار المنتصرين الطاهرين (تكوين39)، وما كان من الله إلا أن كافأ أمانته أيما مكافأة.
+ وعلم دانيآل أن بيلشصر الملك بعروضه المغرية “حداية” بلا كتاكيت؛ فقال قولته الشهيره «لِتَكُنْ عَطَايَاكَ لِنَفْسِكَ وَهَبْ هِبَاتِكَ لِغَيْرِي» ونجا بقناعته من أهوال سقوط المملكة (دآنيال5). واستمر بتمسكه بإلهه ناجحًا.
صديقي، ماذا عن “الحدايات” في حياتك؟ ماذا عن الأصدقاء السائرين في سبل معوجة؟ وماذا عن مشاهدات نجسة؟ ومطامع وحب امتلاك يستعبدك؟ وماذا عن... وعن...؟
تذكَّر من فضلك :
ان الشيطان ما بيحدفش كتاكيت،
لكنه قد يرمي لك طُعمًا لاصطيادك!!
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..