2022-06-16
احفظ قلبك تحفظ لسانك
(قصة عن اللسان)
فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ. (امثال 23:4)
يحكى أنه كان هناك ثلاثة رجال يفكرون كثيراً فى كيفية حماية لسانهم من الزلل, و كيف يضمنون صواب كلماتهم و تأثيرها.
و بينما هم يفكرون، أقبل عليهم ملاك من السماء قائلاً: لقد سر الله بكم لأنكم تفكرون فى أمر كهذا، و أرسلنى لأرى ماذا يطلب كل واحد منكم.
- إتجه الملاك إلى الأول بسؤاله: ماذا تريد أن يعطيك الله؟
- فأجاب الأول: إنى أخطىء كثيراً فى كلامى، لذلك أريد فماً مغلقاً. أعرف إنى سوف أخسر الكثير من الكلام الجيد الذى يمكن أن أقوله، لكنى سأضمن إنى لن أخطىء فى الكلام.
و هكذا فعل له الملاك، فأعطاه فماً مغلقاً لا ينطق، فعاش طول عمره أخرساً، لا يخطىء فى الكلام، و لكنه لا يتكلم أيضاً بما يفيد.
- ثم إتجه الملاك إلى الثانى بذات السؤال.
- فجاوبه قائلاً: أعطنى ذهناً متقداً بالذكاء، و بذلك سوف يقى ذكاء ذهنى لسانى من الزلل، و سأعرف أن أميز بين المفيد و المضر من الكلام.
و كان له هذا، فأعطاه الملاك ذهناً متقداً بالذكاء، و كان يميز بين المفيد و الضار بذلك الذهن المتقد ذكاءً، إلا أن مشاعره و أحاسيسه كانت تغلبه أحياناً، فينطق بما لا يريد ، و يقول ما يعرف أنه ضار، لقد كان ذهنه يميز بين المفيد و الضار، أما إرادته كانت تغلبه أحياناً.
- أخيراً جاء الملاك للثالث بذات السؤال,
- لم يجيب الثالث على الفور و لكنه فتح الكتاب المقدس على إنجيل القديس متى و الاصحاح الثانى عشر و عدد 34 و قرأ بصوت عالى فإنه من فضلة القلب يتكلم اللسان ..
ثم بدأ يوجه كلامه للملاك قائلاً: أعطنى قلباً .... أعطنى قلباً مرضياً لدى الله. و بذلك لن أخشى الزلل فى الكلام, و لن أفكر كثيراً قبل أن أنطق. فقلبى الطاهر سيضمن لى أن أخرج كلمات نقية فى وقتها الصحيح.
و قد أعطاه الملاك ما طلبه, فعاش سعيداً هانئاً.. و يحكى أن ذلك الشخص لم يخطىء فى كلامه أبداً، بل كان كل كلامه كلام حكمة، و كان بلسم لكل متألم، و تشجيع لكل ضعيف، و قد كانت أحلى كلماته تلك التى يترنم بها، هى تلك التى يقرأها فى الكتاب المقدس. فكان فى كل صباح تجده يترنم قائلاً:
قلباً نقياً إخلق فى يا الله و روحاً مستقيماً جدد فى أحشائى.
(مزمور 51 : 10)
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..