2022-05-18
صدى صوت المحبة!!
(قصة عن المحبة)
بينما كان صبيًّا صغيراً يلعب إلى جوار بيته اكتشف أن هناك صدى لصوته عند صراخه، وكان هذا اختباره الأول مع الصدى، إلى أن بدأ في التجربة.. صرخ: أكرهك! فرجعت إليه الرسالة: أكرهك! .. رفع صوته صارخاً أكثر أكرهك! فعادت الكلمات إليه بشدة أعظم أكرهك! .. ثم في المرة الثالثة صرخ بكل قوّته أكرهك! وعادت الكلمات إليه بشدة بالغة أكرهك!..
كان هذا كل ما استطاع تحمّله، فعاد راكضاً إلى بيته يبكي، وسمعت والدته صوت الصراخ في ساحة البيت، فسألته: ما الأمر يا عزيزي؟
أجاب: هناك صبي صغير في الخارج يكرهني! ..
فكّرت الأم لحظة ثم قالت: أقول لك ما يجب أن تفعل، أخرج إلى هناك وقل لهذا الصبي أنك تحبّه.
وهكذا أسرع الصبي خارجاً وصاح أحبك، وبكل تأكيد عادت الكلمات إليه واضحة رقيقة : أحبك .. صاح ثانية بصوت أشد أحبك، وسمع ثانية الجواب أحبك .. وفي المرة الثالثة صاح بصوت ينم عن الإخلاص: أحبك، فعادت إليه الكلمة لطيفة: أحبك!!!
صديقي المحبوب ..
بينما أنت تقرأ هذه الكلمات، هناك أناس في جميع أنحاء العالم يصرخون الواحد للآخر: أكرهك! .. ثم يتساءلون: لماذا يزداد التوّتر؟ تعبِّر الشعوب عن كرهها لشعوب أخرى..
طوائف دينية منهمكة بالمعارك..
يتقاتل الجيران بسبب أشياء تافهة..
وتتمزّق بيوت بالشجار والمرارة وعدم المحبة..
هؤلاء الناس يسمحون لأنفسهم أن ينهزموا بالشر .. فلو أنهم غيرّوا فقط سياستهم، بمقابلة الكراهية بالمحبة، فسيغلبون الشر بالخير، وسيكتشفون أن المحبة تولِّد المحبة..
في واحدة من أساطير إيسوب، كانت هناك منافسة بين الشمس والريح على مَن منهما يمكنه أن يجعل رجلاً يخلع معطفه، عصَفت الريح بعنف، ولكن كلّما كان يشتدَّ عصفها كلما كان يتمسُّك الرجل بمعطفه بشدّة حول نفسه، ثم أشرقت عليه الشمس فخلع معطفه.. لقد غيَّرته الشمسُ بدفئها. هكذا هي المحبة !!
لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ إغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ (رومية 21:12).
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..