2023-02-27
انجيل قارب النجاة
(قصة عن الكتاب المقدس)
ارسلت جمعية الكتاب المقدس فى امريكا ، رسالة إلى ادارة الاسطول البحرى ، تقترح فيها وضع انجيل فى غلاف ضد الماء ، فى كل قارب من قوارب النجاة المطاطية التى تستخدمها السفن الحربية ، ليقرأه الجنود الذين قد يضطرون إلى استعمال تلك القوارب فى محاولة للنجاة من الاخطار..
وكان وراء ذلك الاقتراح ، قصة مثيرة.
تبدأ القصة عندما اسقط جندى اسمه جون باتريك مع سبعة اخرين من الجنود فوق المحيط الهادئ فى اثناء الحرب العالمية الثانية . تمكنوا ان يظلوا احياء فى زورق المطاط طوال واحد وعشرين يوماً صارعوا أثناءها الامواج والجوع والحر والبرد.
كان جون باتريك رجل مسيحى من عائلة تقية ، يجتمع افرادها كل يوم لقراءة الكتاب المقدس. وقد حرصت كنيسته على تقديم نسخة من العهد الجديد إلى كل جندى من ابنائها يذهب للخدمة العسكرية.
وعندما تاه باتريك ورفاقه فى المحيط بلا أمل ، تلذع أشعه الشمس الاستوائية أجسامهم ، وينهش الجوع امعاءهم ، كادوا يقطعون كل أمل فى النجاة.
وهنا يقول باتريك فى مذكراته التى نشرها بعد ذلك : وفى اليوم السادس ساءت الحالة جداً. كنت مترددا فى فتح الانجيل والقراءة فيه ، فأنا اصغر رفقائى رتبةً لكننى عقدت النية على ان افتحه وأقرأ فيه – وحالما فعلت هذا ، رأيت علامات الفرح على وجه الضابط ريكن بايكر والآخرين.
من ذلك اليوم فصاعداً ، ولمدة 14 يوم ، كنت أقرأ فى انجيلى بصوت عالٍ ليتمكن الضباط من سماعى ، كنت أحيانا أقرأ ايات معينة مناسبة ، وأحيانا أقرأ من غير اختيار سابق.
ومرّت الأيام بطيئة ومؤلمة ، ونحن نحترق من حرارة الشمس ونرتجف من برودة الليل ، ولولا الأمل الذى كان يأتينا من قراءة الكتاب المقدس ، ولولا الشجاعة التى كنا نستمدها من الصلاة ، كنّا هلكنا .. كنا نقرأ فى الكتاب فنعثر
على اية مباركة أو وعد مشجع فينبعث الرجاء فى نفوسنا من جديد ، كما لو كنت تضع ماء على اسفنجة ناشفة.
أما الفقرة التى كان الضباط يطلبونها ليقرأها لهم باتريك كل يوم، فكانت من انجيل متى البشير الاصحاح السادس.
كان باتريك يمسك بالانجيل المطلية صفحاته بالملح من ماء المحيط ، ويقرأ لرفاقه المجهدين :
لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون و بما تشربون و لا لاجسادكم بما تلبسون اليست الحياة افضل من الطعام و الجسد افضل من اللباس... فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم.
وفى كل يوم كان الجندى باتريك، يعيد قراءة السطر الأخير من الاصحاح السادس ، الذى يقول : لا تهتموا للغد لان الغد يهتم بنفسه يكفي اليوم شره.
وعندما كان ينتهى من القراءة ، كان احد الجنود يقود الاخرين فى الصلاة. لقد كانت هذه الفرص اليومية سبب تشجيع ورجاء لهم ، فى هذه الحالة من اليأس والوحدة. كان الشعور بالأمان يشملهم وسط المخاطر المحيطة بهم فى كل لحظة.
وأخيراً ، عندما انقذتهم طائرات الاستطلاع ، كان عند كل واحد منهم قصة رائعة ليرويها ، ولكنهم اتفقوا بشكل مدهش فى النقطة المتعلقة بالانجيل الذى كان يحمله جون باتريك ، وكيف كانت القراءة فيه تبعث فيهم القوة والعزيمة، الأمر الذى مكنهم من الصمود أمام اليأس والموت لمدة 21 يوم ..
وذاعت أخبار مغامرة باتريك ورفاقه ، والفائدة الكبرى التى جنوها من وجود الكتاب المقدس معهم ، فى جميع انحاء البلاد. وبرزت قوة الكتاب المقدس والصلاة على مد الانسان بالرجاء.
ترى.. ماذا كان سيحدث لو
لم يكن معهم كتاب مقدس ؟
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..