2022-09-23
لا تسحب صداقتك عني
(قصة عن علاقتنا بالله)
قيل إن شاه عبيس ملك إيران كان محبًا جدًا لشعبه. في إحدى الليالي خطرت على باله فكرة أن يخلع ثياب المُلك ويرتدى ثوبًا رخيصًا ومهلهلاً وينزل بالليل يلتقي بالفقراء الذين في الشوارع، يتحدث معهم ويكوِّن معهم صداقات.
التقي الملك المتخفي بصياد سمك فقير يرتدى ثوبًا مهلهلاً ويجلس في الظلام وقد أوقد نارًا في بعض عيدان حطب جمعها ليشوي عليها سمكات قليلة صغيرة يتعشى بها ..
بابتسامة مملوءة حنانًا حيَّاه الملك وجلس بجواره، وصار يتحدث معه.
استراح الصياد لحديثه... وإذ طال الحديث إلى فترة طويلة من الليل سأل الصياد الملك أن يأكل معه من السمك.
أظهر الملك امتنانه للصياد وقبل الدعوة، فصارا يتسامران وهما يأكلان السمك الصغير..
كان الصياد يتحدث معه عن صيد السمك ، وعن اقتصاد البلد والسياسة الخارجية، والملك ينصت إليه ويعلق بكلمات قليلة وبأسلوب بسيط جذب قلب الصياد وفكره وصحح له الكثير من مفاهيمه .. في نهاية الجلسة قال الملك المتخفى للصياد : إني اشتاق أن أراك كل ليلة وأتمتع بحديثك.
عاد الملك إلى قصره متهللاً، وكرر الأمر عدة ليالى حتى تأصلت روابط الحب بينه وبين الصياد .. وفي إحدى الليالي ، كشف الملك عن شخصيته للصياد ، فذُهل الصياد وارتبك .. لكن الملك تحدث معه ببشاشته المعهودة وسأله أن يطلب ما يحتاج إليه.
تطلع إليه الصياد بنظرة إعجاب وقال له: لقد سمعت عنك الكثير يا جلالة الملك .. سمعت عن محبتك لشعبك وسخائك .. لكن لم أكن أتصور أنك تنزل إليَّ لتعيش معي كل هذه الفترات السعيدة أنا أكثر الناس حظ إذ قدمت لي نفسك لأقتنيك صديقًا .. طلبتي إليك هي ألا تسحب صداقتك عني .. ومش عايز حاجة تانى !
يا ربي يسوع .. أشكرك لأنك قبلت أن تعبش معنا يا خالق الكون كله
اننا لا نطلب شيئًا يا رب سواك ، أيها الصديق العجيب
لا تسحب صداقتك عنا ... أحبك يا ربي يسوع
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..