2021-09-09
متدين البعوضة
(فقرة كتابية عن التدين الظاهري)
التعبير الخالد اللي ابدع في وصفه السيد المسيح في متي 23 يصفون عن البعوضة و يبلعون الجمل يستاهل نقف قدامه..
حال ناس كتيرة فاهمة التدين كده ، انك تدقق في التوافه ، و من كتر ما انت بتستهلك طاقتك في السطحيات دي تتوه منك الكباير المهمة و المفصلية..
طبعا نتفق في الأول أن التدقيق غير الفريسية و الوسوسة الدينية ..
التدقيق يعني انك تكون امين بينك و بين نفسك و قدام ربنا في حياتك .. و مش معناه ابدا انك تفرض الحالة دي علي الناس و تكرههم في كل ما هو الهي!!
اما الوسوسة الفارغة يعني انك تركز علي هوامش المعني بشكل فارغ يضيع منك المعني و الهدف الأصيل للتعليم و للوصية ..
كده كان التدين أيام السيد المسيح.. يهتموا مثلا ان السبت يبقي بلا عمل، و اول ما المسيح يعمل معجزة شفا فيه يقوموا الدنيا عليه لأنه كسر السبت!!
يهمهم يرجموا المرأة اللي اتمسكت بتغلط ، و لما الرب يسوع يدافع عنها و يسامحها يبقي كسر ناموس موسي اللي اصله الرحمة و المغفرة ..
الناس دي موجودة لغاية دلوقت ، و هما دول اللي بيصعبوا الدين و يشوهوا صورته و يعقدوا الناس منه ..
تتصور ، المتدين من النوع ده هو اللي بيبعد الناس عم رحمة ربنا و اتساع رحمته و رحابة تعاليمه..
تفتكر لو بعوضة وقعت في المية (حسب وجهة نظر اليهودي المتدين) ، كده تتنجس ؟؟ و بسبب كده يقعد طول النهار يصفي المية اللي بيشربها علشان يعيش طاهر ؟؟ افتكر ربنا حط الوصايا علشان بسببها نوصل للحالة المرضية دي ؟؟
تلاقي كل كلامه في الصيام مثلا عن التدقيق السطحي في الطعام ، لكن ما عندوش اي مانع يشتم و يتخانق و يقعد طول النهار علي النت يشهر بالناس و يشوه سمعتهم ..
ده لو فعلا كان مدقق في الصوم كان يبقي مدقق الاول في مشاعره و كلامه و حبه للناس !!
يا سيدي دقق في اكلك ماشي إنما يبقي كل همك الكلام علي الموضوع ده ، تبقي مش فاهم غرض الصوم الحقيقي ..
وقدام كده نفس المتدين ده بيكره و يكذب و يسرق و يغتاب سيرة الناس ، يعني بيبلع الجمل ، اصله مش فاضي و مضيع طاقته في الفهم الخاطي للدين اللي كله رحمة و اتساع و رقي.. مضيع عمره يصفي في البعوض، و ساب حياة التقوي و الأمانة الحقيقية !!
علامة متدين البعوضة انه كئيب ، قتم، يحب يتكلم بس في التوافه دي لانها لان بتخليه يحس بقوته و كبرياؤه و تميزه علي الناس .. تلاقيه ماعندوش حسن السلوك و الكلام و الأخلاق.. يعني عفوا يجي في الهيافات و يتصدر، أصلها بتعمله حالة من النشوة الكدابة و تشبع حبه للظهور قدام الناس بمظهر المتدين التقي ..
لكن تيجي لحقيقته ابعد ما يكون عن الحب و التقوي و الصلاة و الفضيلة ، و سلوكياته السيئة تشهد عليه !!
عكس المتدين الحقيقي اللي ماشي بحكمة ، و التدقيق عنده حكيم و بارشاد روحي حسب قامته ..
تلاقيه عارف حجمه و بينمو في الفضيلة بالراحة و بسلاسة من غير مظهرية و عنترية و كتر كلام و خناقات كلامية شكلية سطحية .. و تلاقيه امين و تقي و منور في كلامه و أخلاقه..
متدين البعوضة دايما بيبلع الجمل ..
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..