2022-11-28
لنعمل و نجتهد الآن
(قصة عن الجهاد الروحي)
إذ كان الفلاح العجوز يحرث أرضه إعتاد أن يضع ثوراً و بغلاً معاً يقوما بسحب المحراث .. تكونت صداقة قوية بين الثور و البغل اللذين كانا يمارسان عملهما معاً بكل إجتهاد .قال الثور للبغل : لقد تعبنا أياماً كثيرة في حرث الأرض ، و لم يعطنا الفلاح راحة كافية . هيا بنا نلعب دور المريضين ، فيهتم بنا و يريحنا قليلاً
أجاب البغل : لا. كيف نتمارض و موسم الحرث قصير ، و الأيام مقصرة ، إن الفلاح يهتم بنا طوال العام ، و يقدم لنا كل إحتياجاتنا . لنعمل بإجتهاد حتى ننتهي من عملنا ، فيفرح بنا الفلاح قال الثور : إنك غبي و غير حكيم . لتعمل أنت بإجتهاد ، فيستغلك الفلاح ، أما أنا فسأتمارض.
إذ تظاهر الثور بالمرض قدم له الفلاح عشباً طازجاً و حنطة و إهتم به جداً و تركه يستريح .. عاد البغل من الحرث مرهقاً إذ كان يسحب المحراث بمفرده ، فسأله الثور : ما هي أخبارك ؟ أجابه البغل : كان العمل شاقاً ، لكن اليوم عبر بسلام .. عندئذ سأله الثور : هل تحدث الفلاح عني ؟
أجاب البغل : لا .. في الصباح قام الثور بنفس الدور حاسباً أنه قد نجح في خطته ليعيش في راحة و يعفي نفسه من العمل ،يأكل و يشرب و ينام بلا عمل . و في نهاية اليوم جاء البغل مرهقاً جداً .سأل الثور البغل كما في اليوم السابق عن حاله ، فأجابه : كان يوما مرهقاً جداً ، لكني حاولت أن أبذل جهداً أكثر لأعوض عدم مشاركتك إياي في العمل. فتهلل الثور جداً و سخر بالبغل لأنه يرفض أن يتمارض فيستريح معه .سأل الثور البغل : ألم يتحدث معك الفلاح بشيء عني ؟ أجابه البغل : لم يتحدث معي بشيء ، لأنه كان منهمكاً في الحديث مع الجزار ..
هنا إنهار الثور و أدرك انه سيذبح ، لأنه لا يصلح للعمل بعد.
+ كثيراً ما نتلذذ بشهوات الجسد ، ظانين أن ذلك فيه راحتنا ، لكنه تأتي لحظات ندرك أننا كنا نذبح أنفسنا .
شهوة الكسلان تقتله لان يديه تأبيان الشغل
( أمثال 21 : 25 )
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..