2022-08-14
عشرة على عشرة
(تأمل عن التأجيل)
عشرة على عشرة، ممتاز.. هكذا كان ينساب الحبر الأحمر ليكتب كلمات التشجيع بكل رقة فى أحد الاختبارات. فالإجابات نموذجية، والرسومات جميلة.. وكأنه على موعد مع المتفوقين، فهذا يستحق نجمة وذاك نجمتين، ولِمَ لا، فإن كانت الفنادق ذات الخدمة الممتازة تُقيَّم بالنجوم، فكيف لا يقيِّم طالباً متفوقاً بأجمل النجوم..
وبينما كان القلم يمارس هوايته راسماً نجوماً رائعة، فجأة تسمر القلم، وما عاد يكتب أو يرسم؛ فانزعج الطلاب وصرخ أحدهم وهو يقول: يا أستاذ أرجوك صحح لى الامتحان، لقد انتهيت من الإجابة حالاً. ولكن الوقت قد تأخر، ودق جرس المدرسة معلناً نهاية الحصة، وتأجل تصحيح الاختبار، وسكن القلم فى جرابه بلا حراك..
أصدقائى.. هناك قلم أحمر آخر فى يد أعظم المعلمين وسيدهم، ويكتب أجمل الكلمات وأخلدها، فحبره دم المسيح «الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا» (كولوسى 1: 41).. لقد كتب ذات مرة «مغفورة لك خطاياك» (متى 9: 2). ومازال القلم يغفر، ويطهر، بل ويسجل أسمى الدرجات وأرفع الأوسمة.. لكن سيأتى الوقت الذى يمتنع فيه القلم عن الكتابة، حين يدق الجرس معلناً لا نهاية الحصة، ولا حتى نهاية اليوم الدراسى، بل نهاية الزمن ..
أبشر يا صديقى: فحصتك لم تنتهِ .. والجرس لم يدق .. والقلم لم يجف .. لكن حذارى التأخير.
هذا وإنكم عارفون الوقت، أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم (رو 13: 11)
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..