2021-10-27
الوقت منذ الآن مقصر
(مقال عن التأجيل)
دعني أسألك - كم عمرك الآن ؟ ألا تري معي أن الأيام قد مرت بسرعة وأنك وصلت إلي مرحلة من العمر كنت تظن أنها مازالت بعيدة عنك. هل نظرت إلي الوراء وتمنيت أن يعود الزمن للخلف لتصحح أموراً ندمت أنك فعلتها، أو لتفعل أموراً لم تجد لها وقتاً كافياً ؟ إنها أمنيات عظيمة، لكن هل تعود عقارب الساعة إلي الوراء ؟ إن الإجابة واضحة، فالوقت الذي خسرناه قد خسرناه إلي الأبد والذي ربحناه قد ربحناه إلي الأبد.
هذا هو الوقت. هل عرفت أهميته العظمي؟
(1) إنه يسير بدون توقف : إنه الشئ الوحيد تقريباً الذي لايمكن إيقافه أبداً. ويقول الحكيم « الشمس تُشرق والشمس تغرب وتُسر ع إلي موضعها حيث تشرق».
(2) لايمكن إرجاع مافات منه: إن الساعة التي انقضت أصبحت ماضياً. ولا يمكن بأي حالٍ أن تصبح حاضراً مرة أخري ويقول أيوب قديماً «أيامي نفخة» (أيوب7: 16) وهي «أسرع من عدَّاءٍ» (أيوب9: 25).
(3) ينتهى في أية لحظة: فجأة ينتهي الوقت المُعطي للإنسان ولايمكن تأجيل هذه اللحظة. ويقول أيوب عن الإنسان « أيامه محدودة وعدد أشهره عندك ( ياالله ) وقد عينت أجله فلا يتجاوزه » (أيوب14 :5).
(4) يؤدى بك إلي أيام الشيخوخة: إن كانت هذه إرادة الله فسوف يأتي بك الوقت إلي الأيام التي يقول عنها الحكيم «تقول ليس لي فيها سرور» (جامعة12 :1) حيث تصبح عاجزاً عن فعل كثير من الأمور التي بوسعك أن تفعلها الآن ولكنك لن تستطيع.
(5) المستقبل هو نتيجة الماضي والحاضر: يقول الكتاب بكل وضوح « إن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً» (غلاطية 6:7).
(6) الوقت منذ الان مقصَّر: (1كورنثوس 7: 29) :لا يوجد متسع كثير من الوقت أمام البشرية فالنهاية تقترب جداً. «لأن مجئ الرب قد اقترب» (يعقوب5: 8).
(7) الأيام شريرة: إن إبليس خصمنا قد أفسد كل شئ حولنا وأصبح الشر يتزايد يوماً وراء يوم.
(8) سوف تعطي حساباً عنه يوماً ما : فالوقت عطية من الله وأنت وكيل عليه وسوف تأتي الساعة التي فيها تسمع القول « أعطِ حساب وكالتك ». والآن !! إن كان الوقت بهذه الأهمية فكيف نتصرف معه بطريقة صحيحة؟
1- نستيقظ من النوم: (رومية 13: 11) كما يكلمنا الرب في الكتاب. لنتنبه لحالتنا ونفحص برامج يومنا وكيف نقضي الوقت المتاح لنا.
2- نفتدي الوقت: إن إبليس يحاول السيطرة عليه بوسائله المختلفة. وعلينا أن نلبس أسلحتنا الروحية التي بها نستطيع أن ننقذ ونخلص الوقت.
3- ليّ الحياة هي المسيح : ليكن هذا هدفاً واضحاً في حياتك ولتقل لنفسك باستمرار «إن عشنا فللرب نعيش» (رومية14 :8).
4- لكل شئ زمان ولكل أمر وقت : (جامعة3 :1) رتب أولويات حياتك بوضوح ثم ضع برنامجاً ليومك. احذر من وقت الفراغ. كن عملياً وعدّل هذا البرنامج حتي يصبح عملياً للتنفيذ الفعلي.
5- قلب الحكيم يعرف الوقت : (جامعة 8 :5) اطلب حكمة من الرب الذي يُعطي الجميع بسخاء حتي تعرف كيف تنظم وقتك وكيف تنفذ عملياً البرامج التي وضعتها لنفسك.
أخيراً ماذا عنك أنت الآن شخصياً ؟ يقول لك الكتاب المقدس « إنه وقتٌ لطلب الرب » (هوشع 10 :21) هل طلبته من كل قلبك ؟ هل له المكان الأول في حياتك ؟ ثم يقول لك « إنه وقـت عمـل للـرب » (مزمور126:119) فماذا أنت عاملٌ من أجــله؟؟
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..