2022-05-16
الحائط والمسامير
(قصة عن ضبط النفس)
كان لرجلٍ إبنٌ رديء الطباع، أعطاه صندوق مسامير وطلب إليه أن يدقّ مسمارًا منها في سياج الحديقة كل مرة يفقد فيها صبره ويتخاصم مع أحد. في اليوم الأول دقّ 37 مسمارًا ومع الأيام تعلّم أن يلجم نفسه ولسانه فراح عدد المسامير يتضاءل واكتشف أنّ ضبط النفس أسهل من الخروج إلى السياج لدقّ المسامير. ولما أتى اليوم الذي لم يدقّ فيه الإبن أيّ مسمار في السياج عاد إلى أبيه وأعلمه بالأمر، فطلب منه والده أن ينزع مسمارًا من السياج في اليوم الذي لا يفقد فيه صبره، إلى أن انتزع كل المسامير من السياج. قاد الأب ابنه إلى السياج وقال له: يا بنيَّ لقد أحسنت التصرّف، لكن أنظر إلى الثقوب التي أحدثتها في السياج، لن يعود السياج كما كان قبلًا. عندما تتخاصم مع أحد فأنت تترك فيه جرحًا بليغًا. لا يهمّ كم مرّة تعتذر فيها فالجرح يبقى ولا يندمل. والجرح الشفهي الكلامي يؤذي أكثر من الجرح الجسدي. الأصدقاء يا بنيّ جواهر نادرة هم بهجتك وهم حصنك الحصين. هم مستعدّون للإصغاء إليك كما هم يحتاجون إلى بوحك واسترشادك ليبقوا سياجك الدائم. أظهر لهم محبتك لأنهم سندك إن وقعت وتهشمت.
إجعل يا ربي حارسًا لفمي وبابًا حصينًا على شفتيّ (سفر المزامير)
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..