2024-04-16
إلهي إلهي لماذا تركتني ؟!
(مقال عن الصليب وأسبوع الآلام)
هذه العبارة لاتعني أن لاهوته قد فارق ناسوته و لا أن الآب قد ترك الأبن لاتعني الأنفصال وأنما تعني أن الآب قد تركه للعذاب
لم يكن تركاً أقنومياً بل تركاً تدبيرياً تركه بحب "سُر أن يسحقه بالحزن " (أش 10:53 )
لماذا قال المسيح "الهي الهي" ؟
لقد قالها نائباً عن البشرية قالها "لأنه أخلي ذاته وأخذ شكل العبد صائراً فى شبه الناس و قد وُجد في الهيئة كإنسان "قالها لأنه "وضع نفسه " "و أطاع حتي الموت موت الصليب " أنه يتكلم كأبن الأنسان أخذ طبيعة الأنسان وأخذ موضعه ووقف نائباً عنه أمام الآب ، هنا نري البشرية كلها تتكلم علي فمه واذ وُضعت عليه كل خطايا البشر و الخطية إنفصال عن الله و موضع غضب الله لذلك تصرخ البشرية علي فمه "الهي الهي لماذا تركتني"
ماذا قال"لماذا تركتني "؟
ليس معناها الإنفصال ولكن معناها تركتني للعذاب تركتني أتحمل الغضب الإلهى علي الخطية هذا من جهة النفس أما من جهة الجسد فقد تركتني أحس العذاب و أشعر به كان ممكناً ألا يشعر بألم بقوة اللاهوت ولو حدث ذلك لكانت عملية الصلب صورية ولم تتم الآلام فعلاً و بالتالي لم يدفع ثمن الخطية و لم يتم الفداء
كثيرون من المفسرين يرون أن الرب بقوله "الهي الهي لماذا تركتني " وانما كان يذكر اليهود بالمزمور الثاني و العشرون الذي يبدأ بهذه العبارة
كانوا "يضلون اذ كانوا لا يعرفون الكتب " بينما كانت هذه الكتب هي التي تشهد له فأحالهم السيد المسيح الي هذا المزمور بالذات و كانوا لا يعرفون المزامير بأرقامها الحالية وانما يسمون المزمور بأول عبارة فيه
** لا توجد تعليقات على هذه الفكرة..